أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ سورة التوبة .
إِخْوَةَ الإِيـمانِ إِنَّ كَلامَنا اليَوْمَ عَنْ قائِدِنا وسَيِّدِنا وعَظِيمِنا وقُرَّةِ أَعْيُنِنا نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَنْ قالَ عَنْهُ رَبُّهُ ﴿وما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعالَـمِينَ﴾ سورة الأنبياء .
يا مُحِبِّي رَسُولِ اللهِ ﷺ أَوْصافُهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ تَحْمِلُكَ عَلى مَحَبَّتِهِ وشَمائِلُهُ تَدْفَعُكَ لِزِيادَةِ تَعْظِيمِهِ ومَكارِمُ أَخْلاقِهِ دَلِيلٌ عَلى عُلُوِّ شَأْنِه، حُسْنُ الْمُعاشَرَةِ، ولِينُ الجانِبِ، وبَذْلُ الْمَعْرُوفِ، وإِطْعامُ الطَّعامِ، وإِفْشاءُ السَّلامِ، وعِيادَةُ الْمَرِيضِ، وتَشْيِيعُ الجِنازَةِ، وحُسْنُ الجِوارِ، والعَفْوُ والإِصْلاحُ بَيْنَ النّاسِ، والجُودُ والكَرَمُ وكَظْمُ الغَيْظِ والعَفْوُ عَنِ النّاس، وٱجْتِنابُ ما حَرَّمَهُ الإِسْلامُ كَالغِيبَةِ والكَذِبِ والـمَكْرِ والخَدِيعَةِ والنَّمِيمَةِ وسُوءِ الخُلُقِ والتَّكَبُّرِ والحِقْدِ والحَسَدِ والظُّلْمِ وكُلِّ ما هُوَ مُنَفِّرٌ عَنْ قَبُولِ الدَّعْوَةِ مِنْهُ ﷺ.
فَأَحْلَمُ النّاسِ محمَّد، وأَشْجَعُ النّاسِ محمَّد، وأَعْدَلُ النّاسِ محمَّد، وأَعَفُّ النّاسِ محمَّدٌ وأَسْخَى النّاسِ محمَّد، وأَجْوَدُ الناسِ محمَّدٌ وأَعْقَلُ الناسِ محمَّد، وأَشَدُّ النّاسِ حَياءً محمدٌ ﷺ.
كانَ ﷺ يَخْصِفُ نَعْلَهُ أَي كان يَخْرُزها، ويَرْقَعُ ثَوْبَهُ، ويَعْمَلُ في بَيْتِهِ، كَما يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ في بَيْتِهِ، وكانَ ﷺ يَعْصِبُ الحَجَرَ عَلى بَطْنِهِ مِنَ الجُوع، وكانَ يَأْكُلُ ما حَضَرَ ولا يَرُدُّ ما وَجَدَ، صَدَقَ اللهُ القائِلُ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
وقد سئلت عَائِشَة رضي الله عنها : " مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ " .رواه أحمد (26194) ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (671) .
وكانَ أَفْصَحَ الناسِ مَنْطِقًا وأَجْلاهُمْ كَلامًا فَصْلاً يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ، وكانَ عليْهِ الصَّلاةُ والسّلامُ جَهِيرَ الصَّوْتِ أَحْسَنَ النّاسِ نَغْمَةً قالَ البَراءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ما سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ.
كانَ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ مُقَوَّسَ الحاجِبَيْنِ دَقِيقَهُما, أَسْوَدَ العَيْنَيْنِ كَحِيلَهُما, لَيْسَ في بَدَنِهِ شَىْءٌ يُعابُ بِه، مُعْتَدِلَ الخَلْقِ، عَرِيضَ الصَّدْرِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ واسِعَ الجَبِينِ، مُرْتَفِعَ أَعْلَى الأَنْفِ مُحْدَوْدِبَ الوَسَطِ مِنْه، يَعْلُو أَوَّلَ أَنْفِهِ نُورٌ ساطِعٌ، مُفَلَّجَ الأَسْنانِ، سَهْلَ الخَدَّيْنِ، أَبْيَضَ الأَسْنانِ، لَيْسَ بِسَمِينٍ ولا ناحِلٍ بَلْ مُعْتَدِلَ الخَلْقِ، واسِعَ الكَفِّ حِسًّا ومَعْنًى، سَرِيعَ هَيْئَةِ الْمَشْيِ واسِعَ الخُطْوَة.
عباد الله! إن العبد المسلم مأمور بالاقتداء بهذا الرسول الرحيم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾،
وله ﷺ أسماء، قال ﷺ (إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ)، والْعَاقِبُ: الذي ليس بعده نبي.
وقال ﷺ: (أَنَا مُحَمَّدٌ , وَأَنَا أَحْمَدُ , وَالْمُقَفِّي , وَالْحَاشِرُ , وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ , وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ), وكنيته أبو القاسم، بعثه الله ليتَمِّمَ مكارم الأخلاق.
وذكر الله تعالى اسمه في القرآن في مواضع فقال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ وقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ وقال سبحانه: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ .
وقد جمع الله له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدًا من العالمين، وهو أُمٌّي لا يقرأ ولا يكتب، ولا معلم له من البشر، واختاره الله على جميع الأولين والآخرين، وجعل دينه للجن والناس أجمعين إلى يوم الدين، فصلوات الله وسلامه عليه صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم الدين؛ فإن خلقه كان القرآن.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد: فأوصيكم أيها الناسُ، بتقوى اللهِ تعالى في السِّرِّ والعَلَنِ، وتزوَّدوا فإنَّ خيرَ الزَّادِ التقوى .
أيها المسلمون: إن محبَّةَ النبيِّ ﷺ حقٌّ واجبٌ، وفرضٌ لازمٌ على كلِّ مؤمنٍ، لا يتمُّ إيمانُ العبد إلا بها.
أيها المؤمنون عباد الله.. ليس من محبةِ النبيِّ ﷺ في شيءٍ الغلوُّ فيه ﷺ، بل الغلوُّ فيه مضادةٌ لشرعِه ومحادةٌ لله ورسوله، ومخالفةٌ لأمره، ومشاقٌّة له ﷺ، ففي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ). فإطراء رسول الله ﷺ الذي نهى عنه هو الغلو في مدحه ﷺ، وذلك بأن يمدح بما هو من خصائص الله كأن يُرفع إلى مقام الألوهية أو يُعطى بعض صفات الله، كما قالت امرأة في زمنه وهي تمدحه: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فنهاها ﷺ، فقال: (لَا تَقُولِي هَكَذَا ...) وذلك لأن علم الغيب من خصائص وصفات الله، وقد أمر الله رسوله أن يقول: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾ (لأعراف: 188).
فليتقِ اللهَ قومٌ غلوا في النبي ﷺ، فابتدعوا في دينِ اللهِ ما ليس منه، وشرعوا من الدِّينِ ما لم يأذنْ به اللهُ، فأفرطوا في مدحِه والثناءِ عليه، ووصفِه بما لا يجوزُ أن يوصفَ به إلا اللهُ ربُّ العالمين، فوقعوا في الشركِ باللهِ.
فليتَّقِ اللهَ قومٌ ادعوا محبةَ النبيِّ كذباً وزوراً، فجعلوا دليلَ صدق محبتِه ﷺ الاحتفالَ بمولدِه أو سماع الأغاني التي فيها مدح للنبي ﷺ.
إن لمحبةِ الرسولِ علاماتٍ ودلائلَ، تُظهِر حقيقةَ المحبة وصدقها، ومن أبرز هذه العلامات:
متابعةُ الرسولِ ﷺ في أعمالِه وأقوالِه وأخلاقِه وجميعِ شأنه، قال الله تعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾
فمن أحبَّ رسولَ اللهِ محبَّةً صادقةً أوجبَ له ذلك تمامَ المتابعةِ، فتجِدُ المحبَّ الصادقَ في محبةِ النبيِّ ﷺ معظِّماً لسنةِ النبيِّ ﷺ، عاملاً بها، حريصاً عليها في دقيقِ الأمرِ وجليلِه، لا يعدلُ بسُنَّةِ النبيِّ ﷺ وهديه شيئاً من الأقوالِ أو الأفعالِ.
أيها المؤمنون. إن من دلائلِ محبَّةِ النَّبيِّ ﷺ الإكثارَ من ذِكرِه، فذِكْرُه ﷺ سببٌ لدوامِ محبَّتِه في قلبِ العبدِ وتضاعُفِها، فالعبدُ كلَّما أكثرَ ذكرَ المحبوبِ، واستحضرَ محاسِنَه زادَ حنيناً له وشوقاً إليه .
أيها المؤمنون. إن ذِكرَ النبيِّ ﷺ الذي تَزدادُ به محبتُه والإيمانُ به، يكونُ بالصلاةِ عليه ﷺ خاصةً عند ذكرِه ﷺ، فإنه ﷺ قد قال: (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)، ومِنْ ذكره ﷺ معرفةُ سيرتِه وأيامِه وأحوالِه وما جرى له.
ومن دلائلِ محبةِ النبيِّ ﷺ: نصرتُه والدفاع عنه وعن شريعتِه، ﷺ من كلِّ ما يؤذيه ، ورفضُ أعدائه والمعاندين لشريعته، قال الله تعالى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾، وتعزيرُه يكون بنصرِه وتأييدِه ، وتوقيرُه يكون بإجلالِه وإكرامِه ﷺ, قال تعالى ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
ومن علاماتِ محبةِ النبيِّ ﷺ: الشوقَ إلى لقائِه وتمني رؤيته، ففي صحيح مسلم قال ﷺ: )مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ(
ومن دلائلِ محبةِ النبيِّ ﷺ: تقديم محبة النبي ﷺ على محبة الأولاد والوالدين وجميع الناس, قَالَ ﷺ: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
هذه بعضُ علاماتِ محبَّةِ النبيِّ ﷺ محبَّةً صادقةً، نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا محبة نبيه ﷺ.
هذا وصلوا على الرحمة المهداة كما أمركم الله تعالى بذلك فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وقال النبي ﷺ: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً)، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد, اللَّهُمَ ارْزُقْنَا مَحَبَّتَهُ وَاتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً, اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهِ وَأَسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ واجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالِدِينَا وَأَهَالِينَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ! اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَلا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ, اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، اللهم آمِنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين. للَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ. اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا، ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عباد الله! ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق