الخميس، 20 أغسطس 2020

خطبة: لماذا عاشوراء؟

 أما بعد: فـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾

عباد الله: في شهر الله المحرم حدثت أمور عظام على مر التاريخ ومن أعظم ما حدث فيه عندما أغرق الله فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وأصحابه.

فأُهلِكَ فرعونَ وقومَه في يوم عاشوراء فصامه اليهود شكراً لله على نجاة موسى وغرقِ فرعونَ.

وَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ ﷺ إلى الْمَدِينَةِ ، وَجَدَ اليَهُودَ فِيهَا يَصُومُونَ العَاشِرَ مِنْ مُحَرَّمٍ فَسَأَلَهُم عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ فَأَخْبَرُوه، وقَالَ (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ) ، فَصَامَهُ النَّبِيُّ ﷺ وَأَمَرَ الصَّحَابَةَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ بِصِيَامِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

فكان صيامه واجبًا في أول الأمر بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة، على الصحيح من قولي أهل العلم، لثبوت الأمر بصومه، ولما فُرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة نُسخ وجوبُ صومه، وبقي على الاستحباب، ولم يقع الأمر بصوم عاشوراء إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة حيث فرض عاشوراء في أولها، ثم فرض رمضان بعد منتصفها، ثم عزم النبي ﷺ في آخر عمره في السنة العاشرة على ألا يصومه مفردًا بل يصوم قبله اليوم التاسع، كما سيأتي إن شاء الله وهي صورة من صور مخالفة أهل الكتاب في صفة صيامهم.

عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ. رواه البخاري.

فنحن نصوم هذا اليوم إتباعاً لنبينا ﷺ وطمعاً في قبول الأجر والثواب من الله عز وجل.

حيث أن صيامه يكفر صغائر ذنوب سنة كاملة كما قال ﷺ: (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ).

أما ما حدث في مثل هذا التاريخ من بعد حادثة موسى عليه السلام فليس لها علاقة بصيامنا ليوم عاشوراء.

الخطبة الثانية 

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله الله رب العالمين وأن محمد الصادق الأمين، رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ). فَمَاتَ ﷺ قَبْلَ ذَلِكَ. 

وَعَلَى هَذَا فَصِيَامُ عَاشُورَاءَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ: أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ مَعَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ مَعَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وعاشوراء هذه السنة سيكون يوم السبت القادم فمن صام يوم السبت وحده فلا بأس ومن صام الجمعة والسبت فهو أفضل وإن زاد يوم الأحد فخير.

فاحرصوا عباد الله على صيام هذا اليوم واحتسبوا الأجر عند الله تعالى.

عباد الله: أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد ﷺ يعظم الله لكم بها أجرا، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نبينا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وعليك اللهم بمن انتقص من قدر صحابة رسولك أو رمى زوجاته بما لم يكن فيهن. 

اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمَتِكَ، وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ.

اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، اللهم احفظ ولاة أمورنا وانصر جُنُودَنَا واحم حُدُودَنا والمُسلمينَ أجمَعينَ.

اللّهمّ إنّا نسألك أن تؤلِّفَ بين قلوب المسلمين، اللّهمّ اجمع كلمتهم على الحقِّ يا رب العالمين، اللّهمّ اجمع كلمتهم على الكتاب والسنة، اللّهمّ ألِّف بين قلوبهم، ووحِّد صفوفهم، واجمع كلِمَتهم على الحقّ يا ربّ العالمين، اللّهمّ ثبّت أقدامهم وانصرهم على عدوّك وعدوّهم يا ربّ العالمين.

اللّهمّ انصر دينك وكتابك وسنّةَ نبيّك وعبادك المؤمنين، اللّهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمّر اللّهمّ أعداءَك أعداء الدين.

ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عذابَ النَّارِ.

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.



https://khutabaa.com/forums/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9/313540#.W5jLxFRvbDd


الخميس، 13 أغسطس 2020

خطبة: انصحني ولا تفضحني

 أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ كَلِمَةٌ أَجْمَعُ للخَيرِ فِي الدَّارَينِ مِنَ النَّصِيحَةِ، فَلا عَجَبَ إِذَا حَصَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الدِّينَ فِي النَّصِيحةِ فَقالَ: “الدِّينُ النَّصيحَة“.

فلنا في رسول الله ﷺ الأسوة الحسنة فهو خير ناصح، وخير داعية، وقد كان ﷺ يوصي باللين في كل شيء، فقال «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ».

أيها المسلمون: لا أحد يَسلمُ من الخطأ والتقصير، فالخطأ واردٌ على الجميع.

لكنّ السؤالَ كيف العلاج ؟ كيف نصلحُ الخطأ ؟

فمن السبلِ لإصلاح الأخطاء بذلُ النصيحة، رغبة في الإصلاح والتقويم، لا (الإسقاط) ولا (التحطيم)!

والنصيحة باختصار: هي إخلاص الرأي من الغش وإيثارُ مصلحته، وهي من القلبِ للمنصوحِ كائنًا من كان، هذه هي النصيحة، وتلكم هي معانيها، فهل استشعرت أخي الكريم عندَ نصحِكَ هذه المعاني؟

ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمة الله عليه في رسالته ”الفرقُ بين النصيحة والتعيير” أمورًا ينبغي للناصح أن يعتني بها، منها:

أن يكون الناصحُ مخبرًا بعيبِ صاحبه (ليتجنبه) لا ليعيره ويفضحه، فإن التعييرَ بالذنبِ، وفضح المسلم بين الناس قبيحٌ مذموم.

والأصل في النصيحة أن تكون سرًا، قال الفضيل بن عياض “المؤمن يَستر ويَنصح، والفاجر يهتك ويعير”

وعلى الناصح أن يكون قصده إزالة المعصية أودفعها.

وينبغي على الناصحِ ألا يتتبع عورات المسلمين ومخازيهم، فمن تتبع عورات المسلمين، تتبع الله عورته ففي مسند الإمام أحمد وغيره قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ».

وعلى الناصحِ ألا يظهر الشماتة بمن ابتلي من المسلمين والصالحين، بل يدعوا ربه السلامة والعافية، فإن العافية لا يعادلها شيء، “ومن عوفي فليحمد الله”، وقال ﷺ «لاَ تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ».

ومن الناسِ من يظهر النصح ويبديه، فيظهرُ الأمر في قالبِ النصح والإشفاق، وفي باطنه التعييرُ والأذى، مراده غرضٌ فاسد، وهوىً كاسد.

وينبغي للناصح أن ينزل الناس منازلهم، فالنصيحة للعالِم تختلف عن غيره، وكذا السلطان، أَوَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلاَ يُبْدِ لَهُ عَلاَنِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلاَّ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِى عَلَيْهِ لَهُ»

فليست النصيحة إليه ببث العيوب والمثالب أمام العامة، أومن على رؤوس المنابر.

وينبغي للمنصوح له أن يتقبل النصح، ويسعى في استدراك الخطأ، ويشد من أزر أخيه الناصح، فإن المحبة الصادقة هي التي دفعته لذلك وإلا لم يبالي بكَ كما فعلَ غيره.

أيها المسلمون: ولعل أهم تلك الشروط المتفق عليها في باب تقديم النصيحة:

إخلاص النية والقصد الحسن. واختيار المقام والمقال المناسبين؛ أي تقديم النصيحة في جو أخوي تسوده المحبة.

والابتعاد عن إشعار المنصوح بفداحة أفعاله والتنكيل به وتذكيره عمدا بسلسلة هفواته لإرهابه نفسيا. 

والحرص على الانفراد به بعيدا عن أنظار الآخرين وإن كانوا أحبة.

والعلم بما ينصح به: فالذي يقوم بالنَّصِيحَة لا ينصح في أمر يجهله، بل لا بد أن يكون عالـمًا بما ينصح به، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ

وأن لا يجهر بنصيحته: بل ينبغي أن يسرَّ بنصيحته للمنصوح له، فلا ينصحه أمام الملأ:

بل ينبغي أن يسرَّ بنصيحته للمنصوح له، فلا ينصحه أمام الملأ: قال الشافعي:

تعمدني بنصحك في انفرادي   *  وجنبني النَّصِيحَة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع    *  من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي    *     فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

وقال أيضًا: (من وعظ أخاه سرًّا، فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية، فقد فضحه وشانه)

فاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ -، والتَزِمُوا بِآدَابِ النَّصِيحَةِ، خَشْيَةَ أَنْ تَنْقَلِبَ إِلى فَضِيحَةٍ.

-------------------------------------------

الخطبة الثانية

أما بعد أيها المسلمون: إن النصيحة إذا انقلبت إلى فضيحة تترتب عليها محظورات وآثار.

أولاً: عدم القبول لهذه النصيحة.

الأمر الثاني: تغير القلوب وحصول الشحناء والبغضاء، وشيوع سوء الظن والريبة بين الناس: فإن الذي فضحته لا شك أنه في الغالب يضمر لك في قلبه كرهاً.

وعن الحسن البصري أنه قال: من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها، وما تزال الفاحشة تفشو بين المؤمنين حتى تصل إلى الصالحين فهم خزانها. أي: يمسكون عن نشرها وإشاعتها لئلا يسهل على الناس ذكر مثل هذه الأمور.

قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس: يا أمير المؤمنين: إنك أخطأت في كذا وكذا، وأنصحك بكذا وبكذا،

فقال له علي رضي الله عنه: ”إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس".

فاتّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ -، وأَعطُوا النَّصِيحَةَ وتَقَبّلُوهَا مِنَ الغَيْرِ؛ فَهِيَ سَبِيلٌ لِلسَّعَادَةِ والخَيْرِ.

هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمَتِكَ، وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ.

اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيْكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلَ مِنَّا صَالِحَ أعْمَالِنَا، وَاغْفِرَ لَنَا سَائِرَ ذُنُوبَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ. 

﴿رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.







الخميس، 6 أغسطس 2020

خطبة تصويب أخطاء المصلين

 الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أما بعد: فَإِنّ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ: إِقَامَةُ الصَّلَاةِ، مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا حَافَظَ عَلَى دِينِهِ! هِيَ سِرُّ النَّجَاحِ وَأَصْلُ الْفَلَاحِ! لِأَنَّهَا عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهَا الْعَبْدُ، قاَلَ ﷺ: (رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ).

ولقد كان النبي ﷺ يعلّم الصحابة صفة الصلاة فرادى وجماعات، بل صلى على المنبر ليروه ويقتدوا به، وأمر الجميع أن يصلوا كصلاته، قال ﷺ: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)، وَلاَشَكَّ أَنَّ تَعْظِيمَ الصَّلَاةِ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا بِوَقْتِهَا، وَخُشُوعِهَا وَخُضُوعِهَا هُوَ الْمَطْلُوبُ فِيهَا، وَالْمُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ أَجْرُهَا وَأَثَرُهَا، وَإِذَا أَمْعَنَّا النَّظَرَ فِي هَذِهِ الْعِبَادَةِ الْعَظِيمَةِ! نَجِدُ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُؤَدِّيهَا بِلَا رُوحٍ وَلاخُضُوعٍ وَلاخُشُوعٍ، مَعَ جُمْلَةٍ مِنَ الْأَخْطَاءِ فِيهَا.

فمن هذه الأخطاء: بل على رأسها والتي تبطل الصلاة بها وتجعلها غير نافعة لصاحبها، عدم الطمأنينة في الصلاة، فلا يطمئن في ركوعها ولا سجودها ولا جلوسها، بل ينقرها نقرًا، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً.

والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها، فكما أن الصلاة لا تصح إلا بقراءة الفاتحة ولا تصح إلا بالركوع والسجود، فكذلك لا تصح الصلاة إلا بالطمأنينة.

وكيفية الطمأنينة في الصلاة بيّنها النبي ﷺ، قَالَ ﷺ: (إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا).

هذه كيفية الطمأنينة في الصلاة.

وَمِنَ الأَخْطَاءِ فِي الصَّلَاةِ: أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ لا يَقْرَأُ فِيهَا، أَوْ رُبَّمَا قَرَأَ فِي قَلْبِهِ وَلَمْ يُحَرِّكْ شَفَتَيْهِ وَلا لِسَانَهُ، وَلا شَكَّ أَنَّ صَلَاةَ هَذَا بَاطِلَةٌ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ لا بُدَّ فِيهَا مِنْ قَرَاءَةٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَسْبِيحَاتٍ وَقِرَاءَةٍ لِلتَّحَيِّاتِ، فَمَنْ لَمْ يُحَرِّكْ شَفَتَيْهِ وَلا ِلِسَانَهُ بِالْقِرَاءَةِ فَصَلاتُهُ لا تَصِحُّ وَعَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللهِ وَيُعِيدَهَا. 

وهذا لا يعني أن تجهر في الصلاة جهراً يؤذي من حولك، بل ترفع صوتك بقدر ما تُسمعُ نفسك.

ومن الأخطاء الصلاة في المسجد قبل إقامة الصلاة بدون عذر: فمن المعلوم أنه يجب على المسلم أن يصلي الجماعة في المسجد إذا قدر على ذلك، وصلاته قبل إقامة الصلاة منفردا خطأ فادح، إلا إذا وجد عذر، فلا حرج عليه أن يصلي قبل صلاة الجماعة منفرداً، ثم ينصرف، كأن يتذكر أن له مالاً يخاف عليه من السرقة أو مريضاً لا بد من مرافقته أو موعداً يتضرر بتركه، أو غير ذلك من الأعذار المسقطة لصلاة الجماعة.

وَمِنْ الْأَخْطَاءِ: مَنْ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ والمؤذن يُؤَذِّنُ الْأَذَانَ الثَّانِيَ، يَقِفُ يَنْتَظِرُ وَيُتَابِعُ الْآذَانَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى الْمُؤَذِّنُ شَرَعَ فِي تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ، وَهَذَا خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ هُوَ أَنْ يَبْدَأَ بِتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ لِيَتَفَرَّغَ لِسَمَاعِ الْخُطْبَةِ، لِأَنَّ مُتَابَعَةَ الْمُؤَذِّنِ سُنَّةٌ، وَاسْتِمَاعَ الْخُطْبَةِ وَاجِبٌ، وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى السَّنَةِ .

وَمِنْ الْأَخْطَاءِ: التَّنَفُّلُ عِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَعَدَمُ إِدْرَاكِ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ مَعَ الْإِمَامِ، وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ)

وَمِنْ الْأَخْطَاءِ: الصَّلَاةُ مُنْفَرِدًا خَلْفَ الصَّفِّ قبل أن يكتمل الصف الذي قبله، فقَدْ رَأَى ﷺ رَجُلاً يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ، فَوَقَفَ حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (اسْتَقْبِلْ صَلاتَكَ أَيْ أَعِدْ صَلاَتَكَ، فَلا صَلاةَ لِرَجُلٍ فَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ

ومع وجود التباعد الجسدي بين المصلين في هذا الوقت فيعتبر الصف مكتملا إذا لم يجد مكانا مخصصا له.

وَمِنَ الْأَخْطَاءِ التِي كَثُرَتِ الآنَ: الصَّلَاةُ فِي الْبَيْتِ، فَمَا أَكْثَرَ الرِّجَالِ الذِينَ يُصَلَّونُ فِي بُيُوتِهِمْ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَهُمْ يَسْمَعُونَ أَصْوَاتَ الْمَآذِنِ حَوْلَهُمْ، وَصَلَاةُ الْجَمَاعَةِ وَاجِبَةٌ، وَتَرْكُهَا مُحَرَّمٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ)

ومن الأعذار عن صلاة الجماعة في المسجد في هذا الوقت خاصة مع انتشار الوباء، كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وَمِنَ الْأَخْطَاءِ النحنحة في الصلاة بغيرعذر: هذا من العبث الذي يبطل الصلاة، إذا أكثر من ذلك وتوالت هذه النحنحة من دون سبب، من دون علة، فإن هذا من جنس العبث الذي يبطل الصلاة.

-------------

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلى خَيْرِ خَلْقِهُ أَجْمَعِينَ نَبِيُّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعين وَمَنْ اِهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أُمًّا بَعْد: عبادالله: إن مِنْ الْأَخْطَاءِ في الصلاة الدُّعَاءُ لِلْوَالِدَيْنِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: وَهَذَا لَمْ يَرِدْ فِي السَّنَةِ.

فالدعاء بين السجدتين من السنن الثابتة عن النبي ، وقد ثبت عنه في ذلك عدة أحاديث .

 وحاصل ما روي في هذا الدعاء أن يقال في الجلسة بين السجدتين سبع كلمات: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ، وَعَافِنِي ، وَارْفَعْنِي).

ومن الأخطاء: أن يقوم المصلي ليقضي ما فاته من الصلاة قبل أن ينتهي الإمام من التسليمة الثانية.

فإذا قام يقضي قبل التسليمة الثانية فقد أخطأ؛ لأن الصواب أن التسليمة الثانية لا بد منها، ذهب جمهور أهل العلم: إلى أن التسليمة الأولى تكفي، ولكن الأحاديث الصحيحة تدل على أنه لا بد من التسليمة الثانية، فإذا قام قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية فقد ترك أمراً مفترضاً وهو الجلوس حتى يسلم إمامه، فالذي ينبغي أن يقضي الصلاة، أن يعيد الصلاة خروجاً من الخلاف، واحتياطاً لدينه.

ومما يفعله البعض: رفع اليدين بالدعاء بعد صلاة الفريضة: وهذا لم يثبت عن النبي ﷺ أنه رفع يديه بعد الفريضة بل السنة أنه يذكر الله ويدعو، لكن من دون رفع يدين بعد الفرائض الخمس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ)

فَاتَّقُوا اللَّهِ عِبَادِ اللَّهِ، وَحَافِظُوا عَلَى صَلَاتِكُمْ تَكُنْ ذُخْرًا لَكُمْ، وَأَحْضِرُوا قُلُوبَكُمْ فِيهَا، تَكُنْ نُورًا لَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ

أَسْأَلُ اللّه تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الحُسْنَى وَصْفَاتِهِ العلا أَنْ يَفْقِهَنَا فِي صَلَاتِنَا، وَأَنْ يُعِينَنَا وَإِيَّاكُمْ عَلَى تَصْحِيحِهَا، وَأَنْ يَتَجَاوَزَ عَمَّا وَقَعْنَا فِيهِ مِنْ أَخْطَاءِ، إِنَّهُ وَلِيَّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ. 

اَللَّهُمَّ أَنَا نَسْأَلُكَ أَنْ تَهْدِينَا إِلَى السُّنَنِ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ الفِتَنِ، اَللَّهُمَّ إِهْدِنَا إِلَى السُّنَنِ وأعذنا مِنْ الفِتَنِ 

وَاُرْزُقْنَا الاِقْتِدَاءَ بِنَبِيِّكَ وَالاِقْتِدَاءَ بِسَنَتِهِ وَالتَّمَسُّكَ بِهَا فِي هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي سَيْطَرَتْ فِيهِ الفِتَنُ،

اَللَّهُمَّ أَعَنِّا عَلَى التَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ ﷺ.

عباد الله: قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدًا، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَاِرْضِ اَللَّهُمَّ عَنِ البَرَرَةِ الأَتْقِيَّاءِ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثمَانَ وَعَليّ، وَعَنْ جَمِيعِ الصحابةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِين.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلَامَ وَالمُسلِمِين، وَأَذِلَّ الكُفرَ وَالكَافِرِين، وَانصُر عِبَادَكَ المُوحِّدِين، وَدَمِّر أَعدَاءَكَ أَعدَاءَ الدَّين، واجعَل هَذَا البَلَدَ آمِناً مُطمَئِنًّا وَسَائرَ بِلادِ المُسلِمِين.

 اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي الأوطَانِ وَالدُّور، وَأَصلِح الأَئِمَة ووُلاةَ الأمُور، وَاجعَل وِلايَتَنَا فِيمَن خَافَكَ وَاتَّقَاك، وَاتَّبَعَ رِضَاك يَا رَبَّ العَالَمِين.

اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك مِنْ زَوالِ نِعمَتِكَ، وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ.

اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين.

اللَّهُمَّ لا تَدَع لَنَا ذَنبَاً إلا غَفرتَه، وَلَا همّاً إلا فرّجْته، وَلا دَيناً إلا قَضيتَه، وَلَا مَريضَاً إلا شَفيتَه، وَلَا مُبتَلى إلا عَافَيتَه، وَلا عَقِيماً إلا ذَرية صَالحةً رَزَقتَه، وَلا وَلداً عَاقّاً إلا هَديتَه وَأَصلَحتَه يا ربَّ العالمين.

عِبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ 

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ