الخميس، 27 سبتمبر 2018

خطبة جمعة: شروط التوبة

أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ ومراقبته بالليل والنهار فهو القائل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
عباد الله: يقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ وقال تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ وقال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ وقال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
وروى مسلم في صحيحه عن ابْن عُمَرَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
وقال رَسُولِ اللهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. مَعْناهُ غالِبُ بَنِي آدَمَ يَقَعُونَ في الذَّنْبِ وخَيْرُهُمُ الَّذِي يَتُوبُ، فَكُلَّمَا عَصَى تابَ.
وَالتَّوْبَةُ إِخْوَةَ الإِيمانِ واجِبَةٌ عَلى الفَوْرِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ كَبِيرًا أَوْ صَغِيرًا فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ مَعْصِيَةً فَتَتْرُكَها مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَإِنَّكَ تَعْصِي الإِلَهَ فَلاَ تَنْظُرَنَّ أَخِي الْمُسْلِمَ إِلى صِغَرِ الْمَعْصِيَةِ ولَكِنِ انْظُرْ مَنْ تَعْصِي وبادِرْ إِلى التَّوْبَةِ مِنَ الْمَعاصِي كَبِيرِها وصَغِيرِها بادِرْ إِلى التَّوْبَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ بِالإِقْلاعِ عَنْها مَعَ النَّدَمِ عَلَى عَدَمِ رِعايَتِكَ حَقَّ اللهِ الَّذِي خَلَقَكَ وأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمٍ لا تُحْصِيها ثُمَّ أَنْتَ تَسْتَعْمِلُ نِعَمَهُ في مَعْصِيَتِهِ سُبْحانَكَ رَبَّنا ما أَحْلَمَكَ.
تُوبُوا إِخْوَةَ الإِيمانِ إِلى اللهِ وَٱعْزِمُوا في قُلُوبِكُمْ أَنَّكُمْ لا تَرْجِعُونَ إِلى مَعْصِيَتِهِ مِنْ قَبْلِ الفَواتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فَإِنْ كانَتْ مَعْصِيَتُكَ أَخِي الْمُسْلِمَ بِتَرْكِ فَرْضٍ فَٱقْضِهِ فَإِنَّ قَبُولَ تَوْبَتِكَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كانَتْ مَعْصِيَتُكَ في حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ عِبادِ اللهِ فَقَبُولُ تَوْبَتِكَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى إِيصَالِ الحَقِّ لِمُسْتَحِقِّهِ وَالخَلاصِ مِنْ تَبِعاتِ العِبادِ فَقَدْ قالَ ﷺ: مَنْ كانَ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ أَيْ في الآخِرَةِ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ. اهـ. فَمَنْ كانَ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ في عِرضٍ كَأَنْ سَبَّهُ أو اتهمه في شرفه أو عقيده أو نسبه أو ظلمه في مالٍ كَأَنْ أَكَلَ مالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقٍّ أو أخذ من أرضه أو من ممتلكاته شيء فَلْيُبرِئْ ذِمَّتَهُ اليَوْمَ فَإِنَّ الأَمْرَ يَوْمَ القِيامَةِ شَدِيدٌ ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنِيه﴾، إِنْ كانَ عَلَى الشَّخْصِ حُقُوقٌ لِلنّاسِ ماتَ مِنْ قَبْلِ تَأْدِيَتِها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أو تَبِعاتٌ ماتَ قَبْلَ الخَلاصِ مِنْها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَإِنَّ أَصْحابَ الحُقُوقِ الْمَظْلُومِينَ يَأْخُذُونَ مِنْ حَسَناتِ الظّالِمِ يَوْمَ القِيامَةِ فَإِنْ لَمْ تَكْفِ حَسَناتُهُ لِذَلِكَ أُخِذَ مِنْ سَيِّئاتِ الْمَظْلُومِ فَحُمِلَتْ عَلَى الظّالِمِ ثُمَّ يُلْقَى في جَهَنَّمَ.
فَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّها الْمُؤْمِنُونَ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا تُبْ يا أَخِي قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَكْشِفُ أَسْرارَكَ والقِيامَةَ تَتْلُو أَخْبارَكَ والعَذابَ يَهْتِكُ أَسْتارَكَ.
إِخْوَةَ الإِيمانِ اسْتَعِدُّوا لِيَوْمِ القِيامَةِ لِيَوْمِ التَّغابُنِ لِيَوْمِ الحاقَّةِ لِيَوْمِ الطّامَّة لِيَوْمِ الصَّيْحَةِ لِيَوْمِ الزَّلْزَلَة لِيَوْمِ القارِعَة لِيَوْمٍ تُنْسَفُ فِيهِ الجِبالُ وتُسَجَّرُ فِيهِ البِحارُ اذْكُرْ ذَلِكَ اليَوْمَ ﴿يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّه﴾ لَكِنْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ عِبادَ الله لا تَقْنَطْ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ يا أَخِي الْمُؤْمِنَ مَهْما كَثُرَتْ مَعَاصِيكَ فَقَدْ قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، لا تَقُلْ أَنا لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لي وسَيُعَذِّبُنِي لا مَحالَةَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبي حَرامٌ عَلَيْكَ أَنْ تَظُنَّ هَذا بِاللهِ، وما يُدْرِيكَ ما يَفْعَلُهُ بِكَ رَبُّكَ وكَيْفَ تَجْزِمُ أَنَّ اللهَ سَيُعَذِّبُكَ اللهُ شَدِيدُ العِقابِ ولَكِنَّهُ أَيْضًا غَفُورٌ رَحِيم. إِيّاكَ أَنْ تَسْتَرْسِلَ في الْمَعاصِي اتِّكَالاً عَلَى رَحْمَةِ اللهِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَتَقُولَ اللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَلَنْ يُعَذِّبَنِي فَهَذَا حَرَامٌ وَإِيّاكَ أَنْ تَقْنَطَ إِنْ لَمْ تَتُبْ فَتَقُولَ سَيُعَذِّبُنِي اللهُ جَزْمًا ولَنْ يَغْفِرَ لي فَهَذَا حَرَامٌ، عَلَيْكَ يا أَخِي الْمُؤْمِنَ أَنْ تَكُونَ بَيْنَ الخَوْفِ والرَّجاءِ تَخافُ عِقابَ اللهِ وتَرْجُو عَفْوَهُ وثَوابَهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حالُكَ كُنْ بَيْنَ الخَوْفِ والرَّجاءِ.
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ اللهَ يُمْلِي لِلظّالِمِ حَتَّى إِذا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ. اهـ. فَلاَ يَغْتَرَّنَّ الواحِدُ بِمَعْصِيَتِهِ وظُلْمِهِ مَعَ تَأَخُّرِ العُقُوبَةِ عَنْهُ فَإِنَّ اللهَ إِذا عاقَبَ الظّالِمَ هَلَكَ.
قال رَسُولِ اللهِ ﷺ: قالَ اللهُ تَعالى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ يا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطايا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَةً. اهـ
اللهَ اللهَ عِبادَ الله تُوبُوا إِلى الله ارْجِعُوا إِلى الله..

الخطبة الثانية
أَمَّا بَعْدُ فاتقوا الله - أيها المؤمنون - واعلموا أن من الناس من يخدعه طولُ الأمل؛ أو نضرةُ الشباب والصحة؛ وزهرةُ النعيم؛ وتوافرُ النعم، فيُقدِم على الخطيئة؛ ويُسوِّف في التوبة، لا يفكر في عاقبة، ولا يخشى سوء الخاتمة، وما خدع إلا نفسه؛ والموت يأتي بغتة: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
عباد الله: إن التوبة الصادقة النصوح: هي ما جمعت شروطها؛ فإن كانت المعصية بين العبد وربه، فلها ثلاثة شروط: الأول: أن يُقلِع عن المعصية، والثاني: أن يَندَم على ما فعله، والثالث: أن يَعزِم على ألا يعود إليها أبدًا، مع وجوب الإخلاص في ذلك كله لله وحده لا شريك له، فإن فقَد أحدَ الثلاثة، لم تَصِح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلَّق بحق آدمي، فشروطها أربعة:
هذه الثلاثة، والرابع: أن يبرأ من حقِّ صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه، رُدَّها إليه، وإن كانت حدُ قَذْفٍ، فاستسمِح صاحبَه، أو مكِّنه ليأخذ حقه منك، فالقِصاص في الدنيا خير وأفضل من القِصاص في الآخرة.
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
هذا وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا
اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ، اَللَّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَسْماعِنا ومِنْ شَرِّ أَبْصارِنا ومِنْ شَرِّ أَلْسِنَتِنا ومِنْ شَرِّ قُلُوبِنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا خَطِيئَتَنا وجَهْلَنا وإِسْرافَنا في أَمْرِنا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا جِدَّنا وهَزْلَنا وخَطَأَنا وعَمْدَنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا ما قَدَّمْنا وما أَخَّرْنا وما أَسْرَرْنا وما أَعْلَنّا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِير، رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق