الخميس، 6 سبتمبر 2018

خطبة جمعة: نهاية العام وما يحدث فيه من البدع وفضل شهر محرم

أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ اتقوا الله فإن تقواه عليها المعوَّل، وعليكم بما كان عليه سلف الأمة والصدر الأول، واشكروه على ما أولاكم من الإنعام وطوَّل، وقصروا الأمل، واستعدوا لبغتة الأجل، فما أطال عبدٌ الأمل إلا أساء العمل، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ.
عباد الله إِنَّ لقبول العمل عند الله عز وجل شرطين، أن يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، وأن يكون موافقا لسنة النبي ﷺ، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رواه مسلم. قال سبحانه وتعالى ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَوقال ﷺ: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أمرُنا هذا فهو رَدٌّ) متفق عليه.
يجدهم يقعون في أعمال مخالفة للشرع يظنونها صالحة، وحُسن النية لا يكفي في صلاح العمل.
ومن هذه الأعمال المخالفة للشرع: ما يكون في نهاية كل عام وبداية آخر من أشياء يتقصد الناس عملها في هذا الوقت ويتقربون لله بها! ومن هذه الأعمال المخالفة للشرع: الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية.
والمسلم الذي يحب رسول الله ﷺ حقا عليه أن يتبع النبي ﷺ إن كان صادقا في محبته قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
فنبينا ﷺ لم يكن يحتفل بهذه الذكرى وكذلك أصحابه رضي الله عنهم الذين هم أشد منا حبا لرسول الله ﷺ لم يحتفلوا بها.
يقول الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء: إن ذكرى الهجرة يجب أن تكون على بال المسلم طوال السنة لا في أيام مخصوصة؛ فإن تحديد أيام مخصوصة للإحتفال بمناسبة الهجرة النبوية أو لتدارسها.
إن هذا التخصيص بدعة (وكل بدعة ضلالة) فلم يكن الرسول ﷺ ولا أصحابه ولا القرون المفضلة من بعدهم يخصون هذه المناسبة باحتفال يتكرر كل عام،
وإنما كان السلف الصالح والتابعون لهم بإحسان يدرسون سيرة نبيهم ﷺ للاقتداء بها غير متقيدين بوقت معين. انتهى كلامه حفظه الله.
ثم لُيعلم أن الهجرة لم تكن في أول في شهر محرم كما يظنه بعض الناس، بل كانت في ربيع الأول
فإن الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه اتفقوا على أن يكون مبدأ التاريخ من السنة التي هاجر فيها النبي ﷺ، ثم إن الصحابة بعد ذلك اتفقوا على ان تبدأ السنة بشهر محرم، لأنه شهر حرام ويلي ذا الحجة الذي فيه أداء الناس حجهم والذي به تمام أركان الإسلام لأن الحج آخر ما فُرِض من الأركان الخمسة.
عباد الله: إن من المعلوم أن أعمال الناس تنشر يوم القيامة وليس عند نهاية السنة، قال تعالى: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ فنشرها يكون يوم القيامة وهذا دليل على أنها تطوى قبل ذلك بموت الإنسان كما ذكر المفسرون عند هذه الآية.
قال النووي رحمه الله: الملائكة الحفظة يصعدون بعمل الليل بعد انقضائه في أول النهار ويصعدون بعمل النهار بعد انقضائه في أول الليل. ا.هـ
وقال ابن القيم رحمه الله: عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال ﷺ: (فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ). ويُعرض عمل الأسبوع يوم الإثنين والخميس، كما ثبت ذلك عن النبي ﷺ أنه قال: (تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ..)
ويعُرض عمل اليوم في الليل وعمل الليل في النهار، قال ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يُخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ الْلَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ). فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يوم الاثنين والخميس والعرض فيها أخص من العرض في شعبان، ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف وهذا عرض آخر.
ثم إن تقييد العبادات بزمان بغير دليل هو من الإحداث في دين الله، فلا يجوز تخصيص آخر العام بعبادة بل ذلك بدعة.
ومِنَ الْبِدَعِ الَّتِي اِنْتَشَرَتْ فِي نِهَايَةِ الْعَامِ، وَبِدَايَةِ الْعَامِ الْجَدِيدِ: رَسَائِلُ الْحَثِّ عَلَى صِيَامِ آخِرِ، أَوْ أَوَّلِ يَوْمٍ فِي الْعَامِ؛ فَتَأَتِي الْبَعْضَ مِنَّا رِسَائِلُ تَقُولُ: (لَا يَفُوتَنَّكَ صِيَامُ آخِرِ يومٍ فِي السَّنَةِ؛ حَتَّى تَخْتَتِمَ عَامَكَ بِخَيْرٍ؛ وإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ)، وَأُخْرَى تَقُولُ:(لَا يَفُوتَنَّكُمُ صِيَامُ أَوَّلِ يَوْمٍ فِي الْعَامِ؛ حَتَّى تَبْدَأَ عَامَكَ بِخَيْرٍ).
أو تقصد آخر جمعة من السنة بعبادة كإستغفار أو دعاء، أو طلب مسامحة، فلم يرد على هذا التخصيص دليل.
فتجد بعض الناس يتداولون الرسائل يتواصون فيها بعبادة معينة في آخر جمعة من العام وكل هذا من المحدثات في الدين إذ هذه الجمعة كغيرها من الجُمَع.
ومن المخالفات أيضاً تقصد طلب المسامحة من الناس في آخر السنة! وطلب المسامحة هذا لا يجوز أن يتقصد به آخر العام بل هو مشروع ضمن التوبة من التعدي على الناس في عرض أو شيء وهذا العمل لا يختص بآخر العام.
قال ﷺ: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ) رواه البخاري.
فهجر المسلم لايجوز في كل وقت لأن النبي ﷺ قال: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)
فلنحرص على أن ننقي قلوبنا من الحسد والبغضاء، قال ﷺ: (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعْرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ).
اللهم أعنا على أنفسنا ونق قلوبنا من الشحناء والحسد والبغضاء.
عِبَادَ اللهِ: لَا تَسْتَهِينُوا بِمِثلِ هَذِهِ الْأُمُورِ، وَلَا تُقَلِّلُوا مِنْ خَطَرِهَا، ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هّيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ﴾، فَوَ اللهِ، ثُمَّ وَاللهِ، مَا أَصْعَبَ نَزْعَ الْبِدْعَةِ إِذَا تعلقت بها الْقُلُوبُ! وَاِسْتَحْسَنَتْهَا الْأَمْزِجَةُ وَالْأَهْوَاءُ، وَالْعُقُولُ! فَوَأْدُهَا قَبْلَ اِسْتِفْحَالِهَا أَيْسَرُ مِنْهُ بَعْدَ اِنْتِشَارِهَا وَاِسْتِشْرَائِهَا.

الخطبة الثانية
أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ
عباد الله: إن شهر الله المحرم هو شهر معظم في الجاهلية والإسلام، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وسُميت حُرُما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها, وقد جاءت الإشارة إليهن في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ
وجاء تسمية هذه الأشهر في قول النَّبِيِّ ﷺ (إن الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ). رواه البخاري ومسلم. والطاعة في هذه الأشهر الحرم أعظم أجراً، والسيئة أشد إثماً، قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ قال تعالى: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ أي: في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، فكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام... فجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.
ومما جاء في فضل شهر المحرم قول رسول اللَّهِ ﷺ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّم) رواه مسلم. قال العلامة ابن باز رحمه الله بعد أن ذكر الحديث: والمعنى أنه يصومه كله من أوله إلى آخره من أول يوم منه إلى نهايته هذا معنى الحديث. ا.هـ
وفي هذا فضيلة لشهر الله المحرم من وجهين.
أولهما: أنه لم يأت في الكتاب والسنة إضافة شهر إلى الله إلا هذا الشهر مما يدل على تعظيمه وعلو قدره عند الله.
وثانيهما: تخصيصه بكون الصيام فيه أفضل الصيام بعد رمضان، وقد دل الحديث على أنه يسن صيامه كله، ومن لم يستطع فليكثر فيه من الصوم فإن أجر الصيام فيه مضاعف، وآكد أيامه صوماً هو يوم عاشوراء الذي يكفر صيامه سنة كاملة.
فعلى المسلم أن يحرص على الاستكثار من صيام هذا الشهر إن لم يصمه كله، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِى، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه مسلم.
وهذا دليل على أن الصيام يضاعف أجره إلى أكثر من سبعمائة ضعف بلا حد ولامقدار.
فيا عبد الله، استدرك من العمر ذاهباً، ودع اللهو جانباً، وقم في الدجى نادباً، وقف على الباب تائباً، بلسان ذاكر، وجفن ساهر، ودمع قاطر، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) أخرجه مسلم.
فأحسن فيما بقي، يُغفر لك ما مضى، فإن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي.
﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا
اللهم ارزقنا العمل بالصالحات وتقبل منا ياجواد ياكريم..
عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أنصر الإسلام والمسلمين، اللهم اجمعهم على الحق يا رب العالمين، اللهم اجعل قلوبهم مُتآلفةً مُتحابَّة على ما يُرضيك وعلى ما فيه الخير لهم، وعلى كتابك وسنة نبيك محمد ﷺ.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في الشام والعراق واليمن وفي كل مكان يارب العالمين.
اللهم اكشف ما نزل بإخواننا من ضر يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلَ هَذَا الْبَلَدَ آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وجميع بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاكَ، وَارْزُقْهُمْ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ وَابْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانَةَ السُّوءِ يَا رَبَّ الْعَالِمِينَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدِبيرَهُ تَدْمِيرَاً لَهُ يَا رَبَّ الْعَالِمِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لَنَا وَلا تَكُنْ عَلَيْنَا، وَانْصُرْنَا وَلا تَنْصُرْ عَلَيْنَا.
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

















بتصرف من خطب الشيخ عبدالله بن رجا الروقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق